الست فرحانة وفوزية الهشة.. بطولات نسائية قهرت الآلة الإسرائيلية
في منزلها المتواضع بمدينة الشيخ زويد التي تبعد عن العريش نحو 30 كيلو متراً.. تعيش فرحانة حسين سلامة التي تبلغ من العمر 83 عاماً وهى واحدة من مجاهدات العريش التى لقبت بتاجرة القماش. وقضت الشطر الأعظم من عمرها في نضال ضد آلة الحرب الإسرائيلية العاتية. لذلك منحها الرئيس الراحل أنور السادات وسام الشجاعة من الدرجة الأولي ونوط الجمهورية. ومع ذلك تعيش مع ابنها شوقي كأبسط النساء، دون أن تملك مالاً ولا أرضاً. وهى تعتقد أن كل ما قامت به لم يكن إلا جزءاً بسيطاً من ديون الوطن الحبيب. وأمنيها فقط أن تؤدي فريضة الحج قبل أن تلقى وجه ربها.
الكفاح ضد العدو في سيناء يبدأ بعد الثلاثين ومن "إمبابة".. نعم هذا ما تؤكده فرحانة، فبعد أن اضطرت علي وقع ضربات الاحتلال إلي الهجرة إلي القاهرة وجدت لنفسها مأوي في مدينة إمبابة. وهناك دلتها ابنة عمها علي الطريق الصحيح للجهاد ضد العدو الذي سلب منهم أرضهم وشردهم وشرد أولادهم. فكانت بداية رحلات الشتاء والصيف من إمبابة إلي سيناء والعكس، بعد أن دربها رجال منظمة "سيناء العربية" التي أسسها جهاز المخابرات علي حمل القنابل وطرق تفجيرها وإشعال الفتيل وتفجير الديناميت ونقل الرسائل والأوامر من القيادة إلي رجال المنظمة الذين أنفقوا الغالي والرخيص لكي تعود سيناء حرة..
كانت أول عملية تقوم بها الست فرحانة هي عملية تفجير قطار في العريش، فقد قامت بزرع قنبلة قبل لحظات من قدوم القطار الذي كان محملاً ببضائع لخدمة جيش الاحتلال وبعض الأسلحة وعدد من الجنود الإسرائيليين. وفي دقائق معدودة كان القطار متفجراً بالكامل.. وتوالت العمليات بعد ذلك وكانت تترقب سيارات الجنود الإسرائيليين التي كانت منتشرة في صحراء سيناء وقبل قدوم السيارة قامت بإشعال فتيل القنبلة وترتكها بسرعة أمام السيارة التي تحولت في لحظات إلي قطع متناثرة ومحترقة متفرقة. وقال: لقد أعطينا الجنود الإسرائيليين دروساً لن ينسوها طوال حياتهم ".
لم يتوقع أحد أن تخرج السيدة البدوية إلي ميدان المعركة ناسفة كل التقاليد والأعراف والتقاليد التي تحرم علي البدويات حتي مجرد الخروج أمام الرجال . وهي مازالت تحتفظ بتلك التقاليد في عدم ظهورها امام الرجال والشباب. ومن ضمن تحفظها الشديد وهي تبلغ من العمر 83 عاما رفضها وجود المصور ومحاولة تصويرها من خلاله. لذلك قام نجلها بتصويرها بعد محاولة مضنية لإقناعها بأهمية تصويرها.
تروي "فرحانة" أنها كانت تحمل ذات يوم عدداً من القنابل مخبأة بطريقة خاصة أحضرتها من القاهرة للتوجه بها إلي العريش لتسليمها للمجاهدين الرجال. وقامت دورية إسرائيلية بتفتيش القارب الذي كانت علي متنه مع عدد من زميلاتها، فأحست فرحانة أن تلك اللحظات ستكون الأخيرة في حياتها. فالمؤكد أن الإسرائيليين سيكتشفون القنابل المخبأة لديها وسينسفون رأسها بإحداها، لكن هدوءها ورباطة جأشها جعلا المفتشة الإسرائيلية تفتشها تفتيشاً سطحياً فلم تعثر علي القنابل.
أضافت الست فرحانة: "بعد واقعة تفتيشنا من قبل القوات الإسرائيلية في مدخل مدينة العريش وعدم تمكنهم من العثور علي ما أخفيته من قنابل ورسائل للمجاهدين تعودت علي المجازفة وأصبحت أعصابي قوية جداً. وقمت بتهريب القنابل والرسائل عشرات المرات بعد أن تم تدريبي جيداً من قبل عمليات تدريب كانت تتم بدقة شديدة جداً وفي سرية تامة لدرجة أننا كنا لا نعرف زميلاتنا المجاهدات وإذا صادف أن تواجدنا معاً في مكان التدريب في وقت واحد يتم إخفاء كل مجاهدة عن الأخري حتي لا تري إحدانا الأخري، وقد عرفت بعد انتهاء حرب أكتوبر وانتصارنا علي العدو الإسرائيلي أن بعض أقاربي كانوا يقومون أيضاً بتنفيذ عمليات فدائية وقد تم تدريبهم أيضاً في نفس المعسكرات التي تدربت فيها.
تروي "فرحانة" أنها كانت تحمل ذات يوم عدداً من القنابل مخبأة بطريقة خاصة أحضرتها من القاهرة للتوجه بها إلي العريش لتسليمها للمجاهدين الرجال. وقامت دورية إسرائيلية بتفتيش القارب الذي كانت علي متنه مع عدد من زميلاتها، فأحست فرحانة أن تلك اللحظات ستكون الأخيرة في حياتها. فالمؤكد أن الإسرائيليين سيكتشفون القنابل المخبأة لديها وسينسفون رأسها بإحداها، لكن هدوءها ورباطة جأشها جعلا المفتشة الإسرائيلية تفتشها تفتيشاً سطحياً فلم تعثر علي القنابل.
أضافت الست فرحانة: "بعد واقعة تفتيشنا من قبل القوات الإسرائيلية في مدخل مدينة العريش وعدم تمكنهم من العثور علي ما أخفيته من قنابل ورسائل للمجاهدين تعودت علي المجازفة وأصبحت أعصابي قوية جداً. وقمت بتهريب القنابل والرسائل عشرات المرات بعد أن تم تدريبي جيداً من قبل عمليات تدريب كانت تتم بدقة شديدة جداً وفي سرية تامة لدرجة أننا كنا لا نعرف زميلاتنا المجاهدات وإذا صادف أن تواجدنا معاً في مكان التدريب في وقت واحد يتم إخفاء كل مجاهدة عن الأخري حتي لا تري إحدانا الأخري، وقد عرفت بعد انتهاء حرب أكتوبر وانتصارنا علي العدو الإسرائيلي أن بعض أقاربي كانوا يقومون أيضاً بتنفيذ عمليات فدائية وقد تم تدريبهم أيضاً في نفس المعسكرات التي تدربت فيها.
وصل الأمر بسرية العمليات التى كانت تقوم بها إلي حد أن أولادها أنفسهم لم يعرفوا شيئاً عن بطولاتا إلا بعد انتهاء الحرب وأثناء تكريمها من قبل الرئيس الراحل أنور السادات.
أشار شوقي سلامة نجلها "50 عاماً" ويعمل موظفاً، إلى أن أمه كانت تغيب عنهم وهم صغار لمدة طويلة قد تصل إلي أكثر من شهر وتقول لهم إنها كانت تشتري قماشاً وتسافر لبيعه في سيناء ، لكي توفر لهم المصاريف وتلبي احتياجاتنا.
وقال: كنا لا نعرف عنها شيئاً فكنا نسكن في إمبابة بجوار بعض أفراد أسرتنا برعايتنا ونحن صغار ويتناوبون علي إعداد الطعام لنا ظناً منهم أن أمي تتاجر فى القماش في سيناء لكي تلبي احتياجاتنا بعد أن انفصلت عن والدي وأصبحت هي المسئولة عنا ولم نعلم بما كانت تقوم به أمي من عمليات فدائية إلا من خلال حفل تكريمها من الرئيس الراحل أنور السادات الذي منحها الأنواط والأوسمة وكذلك الفريق أحمد بدوي وعرفنا بعدها أن أمي كانت تضحي بنفسها وبصغارها الذين تركتهم وحدهم من أجل تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي.
أشار شوقي سلامة نجلها "50 عاماً" ويعمل موظفاً، إلى أن أمه كانت تغيب عنهم وهم صغار لمدة طويلة قد تصل إلي أكثر من شهر وتقول لهم إنها كانت تشتري قماشاً وتسافر لبيعه في سيناء ، لكي توفر لهم المصاريف وتلبي احتياجاتنا.
وقال: كنا لا نعرف عنها شيئاً فكنا نسكن في إمبابة بجوار بعض أفراد أسرتنا برعايتنا ونحن صغار ويتناوبون علي إعداد الطعام لنا ظناً منهم أن أمي تتاجر فى القماش في سيناء لكي تلبي احتياجاتنا بعد أن انفصلت عن والدي وأصبحت هي المسئولة عنا ولم نعلم بما كانت تقوم به أمي من عمليات فدائية إلا من خلال حفل تكريمها من الرئيس الراحل أنور السادات الذي منحها الأنواط والأوسمة وكذلك الفريق أحمد بدوي وعرفنا بعدها أن أمي كانت تضحي بنفسها وبصغارها الذين تركتهم وحدهم من أجل تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي.
عبرت فرحانة عن سعادتها وهي تكشف لنا عن أسرار لم تكشفها من قبل، قائلة: "أحمد الله علي أنه منحني فرصة مشاركة رجالنا الأبطال في الدفاع عن بلدنا".
فوزية محمد أحمد الهشة نموذج آخر من المجاهدات السيناويات، داخل منزلها البسيط والذي لا يبعد عن منزل فرحانة سوي شارع صغير تبلغ من العمر 78 عاما. قابلتها وهي جالسة علي الأرض تلتقت حبات الزيتون مع شقيقتها وأهله. بدأت كلامها قائلة إن الشيخ محمد الهشة إبن عمها كان هو همزة الوصل بيننا ورجال المخابرات الذين قاموا بتدريبنا وكان يعطينا الرسائل في القاهرة ونتولي توصيلها إلي القيادات في سيناء بطريقتنا الخاصة حتي عجزت وحدات جنود التفتيش الإسرائيلية عن كشفها رغم أنها طرق بسيطة لكننا تغلبنا علي أجهزة التفتيش التي كانوا يمتلكونها فى هذا الوقت.
فوزية محمد أحمد الهشة نموذج آخر من المجاهدات السيناويات، داخل منزلها البسيط والذي لا يبعد عن منزل فرحانة سوي شارع صغير تبلغ من العمر 78 عاما. قابلتها وهي جالسة علي الأرض تلتقت حبات الزيتون مع شقيقتها وأهله. بدأت كلامها قائلة إن الشيخ محمد الهشة إبن عمها كان هو همزة الوصل بيننا ورجال المخابرات الذين قاموا بتدريبنا وكان يعطينا الرسائل في القاهرة ونتولي توصيلها إلي القيادات في سيناء بطريقتنا الخاصة حتي عجزت وحدات جنود التفتيش الإسرائيلية عن كشفها رغم أنها طرق بسيطة لكننا تغلبنا علي أجهزة التفتيش التي كانوا يمتلكونها فى هذا الوقت.
أوضحت الحاجة فوزية أن زوجها الراحل الشيخ سعيد أبو زرعي كان يقوم أيضاً بعمليات فدائية ضد الجيش الإسرائيلي فكنا نحمل رسائل ومفرقعات ونعبر بها قناة السويس بقوارب بسيطة حتي نصل بها للعريش وسيناء . وكنا نركب السيارة من عين شمس متوجهين للسويس ثم نركب اللنش ونعبر القناة ثم نقابل المجاهدين الرجال ونسلمهم ما لدينا من رسائل ومفرقعات فيتولي هؤلاء توصيلها بطريقتهم الخاصة إلي رجالنا في العريش لاستخدامها في العمليات الفدائية. وقد استطعنا تدمير عدد من السيارات الخاصة بالقوات الإسرائيلية التي كانت تحتل سيناء.
وعن أصعب العمليات التي قامت بها، تقول الحاجة فوزية إنها قامت ذات مرة بتوصيل جهاز اتصالات لأحد رجالنا في العريش وبعد عشر دقائق من خروج هذا الرجل من منزله متوجهاً بالجهاز خارج المنزل اقتحمت القوات الإسرائيلية منزل الرجل وقامت بتفتيشه ولم تجد شيئاً فقد كان الله معنا في كل خطواتنا فنجانا من الإسرائيليين في أخطر المواقف وأصعبها.
وعن أصعب العمليات التي قامت بها، تقول الحاجة فوزية إنها قامت ذات مرة بتوصيل جهاز اتصالات لأحد رجالنا في العريش وبعد عشر دقائق من خروج هذا الرجل من منزله متوجهاً بالجهاز خارج المنزل اقتحمت القوات الإسرائيلية منزل الرجل وقامت بتفتيشه ولم تجد شيئاً فقد كان الله معنا في كل خطواتنا فنجانا من الإسرائيليين في أخطر المواقف وأصعبها.
كشفت فوزية عن إحدي العمليات الفدائية التي قامت بها مع أخيها أحمد الهشة وزوجها سعيد أبوزرعي، فقالت قمنا ذات مرة بزرع عدد من الألغام في طريق الجورة وجاءت سيارة الدورية الإسرائيلية فمرت علي الألغام فانفجرت في الحال وتحولت في دقائق معدودة إلي حطام . بعدها قامت القوات الإسرائيلية بالقبض علي زوجها وشقيقها واحتجزوهما في إحدي الوحدات العسكرية لمدة شهرين وأذاقوهما أبشع أنواع العذاب حتي تحولوا إلي حطام رجال وقاموا بسلخ جلدهما بالكي بالنيران لكي يعترفا بقيامهما بتفجير سيارة الدورية في منطقة الجورة وأنهما ينتميان لمنظمة سيناء. واضافت: زوجي وأخي لم يعترفا حتي أشرفا علي الموت من الضرب والتعذيب فشعرت القوات الإسرائيلية أنها لن تأخذ منهما أي اعترافات وأنهما سيموتان من جراء التعذيب فتم تركهما أمام منازلنا.
منقول من
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق