أول امرأة "عمدة" بمصر
"اخترقتْ خيوطَ العنكبوت الذكورية التي دامت عقودا في صعيد مصر لتصل إلى مكانة لم تحلم بها المرأة المصرية منذ عهود في الصعيد".. إنها إيفا هابيل عمدة قرية "كومبوها" بأسيوط جنوب مصر، أول عمدة امرأة في مصر.
"العمدية لم تكن واردة في حساباتي، ولكني في البداية اجتهدت وزرعت وساعدت أبي العمدة السابق، وأدت التراكمات إلى اختياري كعمدة"، هكذا علقت إيفا العمدة المسيحية في تقرير خاص لصباح الخير يا عرب السبت 20 ديسمبر على وصولها إلى هذا المنصب الذي نافسها عليه 6 رجال.وفي معرض تعليقها على الترحيب العربي أيضا بوصول امرأة عربية إلى هذا المنصب قالت: "النساء العربيات قادرات وقادمات أيضا"، واستطردت "هذا المنصب اقتصر على الرجال، ولكن الأجواء اختلفت، الآن حتى في القرية أصبح للمرأة أن تتقدم لخوض التجربة إذا كانت تمتلك القدرة".بعد أن كان والدها عمدة للقرية بقرار من الملك الراحل فاروق عام 1951 ومن قبله جدها بقرار من الملك فؤاد الأول عام 1940م، اعتبر اختيار إيفا من قبل أبناء قريتها من بين 5 مرشحين رجال بمثابة انتخاب من أهل قريتها وليس تعيينا.ونفت إيفا وجود أي توتر طائفي في كومبوها التي تبعد عن العاصمة المصرية 400 كلم جنوب البلاد، ويسكنها حوالي 10 آلاف نسمة، أغلبهم من المسيحيين، تعيش معهم أقلية مسلمة، وقالت: " ليس عندي في كومبوها مسلم ومسيحي، نحن نشأنا في هذه القرية كومبوها كما هي لا فرق بين مسلم ومسيحي". وضربت مثالا على التعايش بين المسلمين والمسيحيين في القرية بمسجد كومبوها. وتاعت مضيفة: "المسلمون إخواننا في كومبوها لم يكن لديهم جامع، وكان يذهبون إلى الصلاة في مسجد بالقرية المجاورة، ونحن اعتبرنا هذا الوضع أمرا غير لائق ويشين القرية، فتم تخصيص قطعة أرض وتم بناؤها جامعا، وكان الكل يساعد في عملية البناء مسلمين ومسيحيين".وضربت العمدة المسيحية مثالا آخر على هذا التعايش عندما اضطرت لإجراء عملية جراحية احتاجت إلى نقل دم، ولم يجدوا من فصيلة دمها إلا محاميا مسلما زميلا لأختها، فأصر على أن يتبرع بدمه لها، وإذا احتاجت المزيد يأخذوا من أختها. وعلقت هابيل على تلك الواقعة بقولها: "أنا دمي من مسلم يسمى مروان محمد، رحمه الله".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق